أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن “الادعاءات التي يرددها البعض بأن مصر تشارك في حصار الشعب الفلسطيني أو المساهمة في تجويعه، هي إفلاس”، واصفاً هذه الاتهامات بأنها “كلام غريب وغير مسؤول”.
وأوضح السيسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس دولة فيتنام، اليوم الثلاثاء، أن هناك أكثر من 5 آلاف شاحنة مساعدات إنسانية جاهزة على الأراضي المصرية، من مصر ودول أخرى، لكنها ممنوعة من الدخول بسبب السيطرة الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
وشدد الرئيس المصري على أن معبر رفح لم يُغلق مطلقاً، لا قبل الحرب ولا أثناءها، بل تم تدميره أربع مرات بفعل القصف الإسرائيلي، وقامت مصر بإصلاحه في كل مرة. وأضاف أن “70% من المساعدات التي دخلت القطاع منذ بداية الحرب مصدرها مصر، لكن القضية الحقيقية هي إدخال أكبر كمية ممكنة من الإغاثة، وليس تسجيل النقاط السياسية”.
وأشار إلى أن قطاع غزة مرتبط بالعالم عبر خمسة منافذ، أربعة منها تسيطر عليها إسرائيل، والخامس هو معبر رفح، الذي يمثل شريان الحياة الوحيد للفلسطينيين اليوم. وقال: “نحن لم نتخلّ عن مسؤوليتنا، لكن القوات الإسرائيلية المتمركزة على الجانب الآخر من المعبر تعيق الحركة وتمنع المساعدات”.
وقال السيسي: “أنا لا أقول هذا للرأي العام في مصر والمنطقة فقط… أنا أقوله للعالم كله”. وأضاف “الذي يحدث ليس مجرد حرب سياسية أو محاولة لتحرير رهائن، إنها حرب تجويع، حرب إبادة جماعية، حرب لتصفية القضية الفلسطينية، وحياة الفلسطينيين أصبحت ورقة سياسية في يد قوى كبرى”.
وفي وجه كل الضغوط والاتهامات، أكد السيسي أن مصر لن تكون أبداً جزءاً من أي مشروع لتهجير الفلسطينيين أو تصفية وجودهم الوطني. وقال: “مصر ستظل دائماً بوابة للمساعدات، لا بوابة لتهجير الشعب الفلسطيني”، مؤكداً أن الموقف المصري من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير.
ولفت السيسي إلى أن مصر، ومنذ ما قبل الحرب، لعبت دوراً محورياً في منع التصعيد في قطاع غزة، وسعت إلى تهدئة التوترات. وأضاف “هذه الحرب الخامسة اللي مصر بتحاول توقفها”، مؤكداً أن الجهود المصرية مستمرة لإيقاف الحرب، وتأمين إدخال المساعدات، والمساعدة في إطلاق سراح الرهائن والأسرى.
ووجه نداءً مباشراً إلى المجتمع الدولي، وإلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل خاص، قائلاً: “أكرر ندائي… أوقفوا هذه الحرب، وأدخلوا المساعدات”. واعتبر أن “التاريخ لن يرحم الدول التي تواطأت بالصمت، أو تفرّجت على إبادة شعب، وتصفيات جماعية، وانتهاكات متكررة للقانون الإنساني والدولي”.
في موازاة التصريحات العلنية، كشفت مصادر مصرية خاصة لموقع “العربي الجديد”، أن القاهرة وجّهت تحذيرات رسمية شديدة اللهجة إلى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، عبر قنوات دبلوماسية مباشرة، من مغبّة المضي قدماً في تنفيذ خطة لاحتلال كامل قطاع غزة، أو فرض واقع جديد من خلال اجتياح بري شامل.
ووفق المصادر، فإن مصر تعتبر أن أي تحرك عسكري بهذا الحجم لا يمكن فهمه إلا كمحاولة لإعادة رسم الوضع السياسي في غزة بالقوة، وهو ما تعتبره تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري، وتطوراً يهدد اتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل منذ 1979.