في 19 يونيو 2025، قدّم المبعوث الأمريكي توماس باراك خطة تتضمن نزع سلاح “حزب الله” مقابل انسحاب الاحتلال الإسرائيلي ودعم اقتصادي ومالي كبير للبنان
لبنان ردّ برسالة من 7 صفحات بتاريخ 7 يوليو، تضمنت مطالب بشروط، أبرزها انسحاب إسرائيلي كامل من مناطق متنازع عليها (خاصة مزارع شبعا)، وتأكيد سلطة الدولة وحصر السلاح داخل مؤسساتها، دون إقرار نزع سلاح حزب الله بالكامل في كل أنحاء البلاد .
باراك وصف هذه الرسالة بأنها “مذهلة” و”مُرضية للغاية”، لكنه نوه إلى أن نقاط الخلاف لا تزال قائمة، خاصة مع الموقف الرافض لحزب الله
يُتوقع الآن فرضية طرح الرد الأمريكي النهائي، احتمالاً عبر إسرائيل كوسيط، خصوصاً إن رأت واشنطن أن الداخل اللبناني لن يدخل في نزاع داخلي. الرد الأمريكي قد يكون خلال الأيام القادمة.
تصعيد حزب الله والتهديدات الداخلية
أمين عام حزب الله، نعيم قاسم، أكد أن عسكريّة الحركة لن تُسلم أسلحتها حتى يُنسحب الاحتلال الإسرائيلي تمامًا عن الجنوب اللبناني ويُوقف القصف .
بحسب تقارير محلية، تصاعدت لغة التهديدات من بعض عناصر حزب الله تجاه المواطنين الذين يطالبون بتطبيق الدستور والمطالبة بنزع سلاح الميليشيات، وصلت إلى تهديدات بـ«قطع الرقاب» و«انتزاع الأرواح» .
وقد زاد هذا التصعيد من حالة الخوف والقلق على مستوى المواطنين، وأرجئ كثير من المطالب السياسية والاجتماعية خوفًا من انفجار طائفي داخلي.
التأثير الاقتصادي والاحتياطات للمستقبل
التوترات الأمنية والسياسية الحالية أدّت إلى تجميد مساعدات دولية واستثمارات إقليمية، بسبب الموقف العسكري غير الحاسم وضعف الثقة بالإصلاح الجاد .
قال خبراء إن استمرار الوضع الراهن قد يؤدي إلى «ركود اقتصادي طويل الأمد» واعتماد متزايد على شبكات الدعم غير الرسمية .
تراجع خدمات الحزب وخسارة دعمه المالي بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل أدت إلى ضغوط شعبية إضافية لـ”سياسة الدولة الواحدة” .
السيناريو المتوقع في المرحلة القادمة
إمكانية الرد الأمريكي/الإسرائيلي: واشنطن قد تختار توجيه الرد عبر إسرائيل، تحديدًا إن رأَت أن اللبنانيين لن يدخلوا في حرب أهلية، كنوع من الضمان لتحييد الرد المحلي.
حزب الله: قد يُقدّم تنازلات مرحلية على صعيد التشكيلات العسكرية الخفيفة، خاصة في الجنوب، لكن من المتوقع المحافظة على ترسانة أسلحة الردع .
الجيش اللبناني والأمم المتحدة: يُتوقع توسيع انتشار الجيش (إلى نحو 10,000 عنصر عند الحدود)، بدعم من قوة اليونيفيل كوسيلة لتحقيق الحياد وتعزيز سلطة الدولة .
الاقتصاد: إذا انفتح الباب أمام انسحاب إسرائيل ونزع السلاح جزئيًا وتقديم إصلاحات مالية، فقد تُفرَج المساعدات الدولية والإقليمية، فضلاً عن تفعيل صندوق النقد الدولي.
الفرص والمخاطر: فرص تحقيق الاستقرار تمر بقبول “حزب الله” على صيغ تعزيز الدولة وجيشها، مقابل انسحاب إسرائيل والحد من الاعتداءات. أما المخاطر فتكمن في استمرار التصعيد الداخلي والشعور بعدم الأمان أمام تهديدات الحزب.
… وفي النهاية
لبنان يعيش لحظة فاصلة بعد ردّه على خطة باراك.
الرد الأمريكي/الإسرائيلي المرتقب قد يلعب دور الحاسم.
الوضع يُعوَّل على تفاهم داخلي سياسي يسمح بقبول تسويات مرحلية.
الاقتصاد مرهون بتحقيق تقدم سياسي وأمني ملموس.
نبيل الأيوبي