في خضم التحولات المتسارعة التي يشهدها لبنان، يقف البلد على مفترق طرق حاسم بين محاولات الإنقاذ المتعثّرة وسُحب التصعيد السياسي التي تتكثف يوماً بعد يوم.
الأزمات الاقتصادية والاجتماعية لا تزال تثقل كاهل المواطن، فيما تستمر بعض القوى في إعادة تدوير الانقسامات القديمة، بأساليب جديدة، لإحكام السيطرة على ما تبقى من مؤسسات الدولة.
وفي هذا المشهد، تبرز الحملات التي تُشنّ على رئيس الجمهورية، نواف سلام، والتي تجاوزت حدود النقد السياسي المشروع، لتتحول إلى محاولات واضحة للإحراج والإخراج، تقودها أطراف تنتمي إلى محور المقاومة والممانعة.
هذه الحملات، التي تتخذ أشكالاً متعددة من التصعيد الإعلامي والتعطيل السياسي، تكشف عن نية مبيتة لإفشال كل مسعى مستقل نحو إعادة التوازن إلى السلطة، ومحاولة إعادة إنتاج مشهد السيطرة الكاملة على القرار الوطني.
الرئيس سلام، الذي انتُخب على خلفية وعود بالإصلاح واستعادة هيبة الدولة، يبدو اليوم هدفاً لمحاولات محاصرة منهجية، ومهما اختلفت الآراء حول أدائه أو مقاربته للملفات الشائكة، فإن الانقضاض عليه بهذه الطريقة لا يمكن قراءته إلا كحلقة جديدة في مسلسل التعطيل في سياق الإبتزاز الذي يُدفع ثمنه من جيب المواطن اللبناني ومستقبل أبنائه.
الدعوات للمكاشفة الوطنية الشاملة تفتح حوار جاد حول مصير البلاد، بعيداً عن لغة التخوين والاستقواء، وهي أقرب للغة الدستور والمؤسسات، فليخرج الجميع من الاصطفافات إلى جوهر المسألة وهو “إنقاذ لبنان”.