أعاد حسين الشرع، والد الرئيس السوري أحمد الشرع، الأنظار من جديد، إلى ثروة النفط والغاز التي تمتلكها سوريا في البر والبحر، إلى واجهة الحدث، وهي ثروة بكميات تهدد بإشعال صراع نفوذ دولي في البلاد.
وتزامن حديث الشرع مع تقديرات جديدة لمنصة الطاقة العربية، المتخصصة بأخبار النفط والغاز، والتي كشفت مؤخرًا عبر خبير في منظمة “أوبك”عن احتياطي هائل من الغاز في المياه الإقليمية السورية؛ ما قد يعيد رسم خريطة الطاقة ومشهد التحالفات السياسية في الشرق الأوسط.
في مقالة له، كتب حسين الشرع، قبل أيام، حول النفط والغاز الطبيعي في البلاد، أن سوريا تمتلك منطقة واعدة في البر، وتحديدًا في القلمون والنبك ودير عطية وقارة، وقد نقبت فيها شركة “أوكسيدنتال” على زمن رئيسها ديفيد هامر، واكتُشفت حقول للغاز الطبيعي بكميات ممتازة.
وأشار حسين الشرع، إلى أن عودة الشركات الصينية والغربية والأمريكية للبحث والتنقيب في البلوكات التي كانت تعمل فيها قبل الأزمة والقيام بإعادة الحفر في حقل “حباري” بالطرق الحديثة والحفر الأفقي، وكذلك حقل التنك والتنف، وفي المياه الإقليمية السورية في البحر الأبيض المتوسط والمنطقة الاقتصادية من قبل شركات لها تجهيزات متطورة، يمكن أن توصل سوريا إلى مصاف الدول المنتجة والمصدرة للنفط.
وأضاف أنه من المأمول أن يتم التخطيط للوصول بالإنتاج السوري من الحقول القديمة في الحسكة ودير الزور والشدادي والحقول الأخرى خلال عام واحد إلى 400 ألف برميل يوميًا، لكنه لفت إلى كميات “أكثر بكثير” من النفط والغاز في البحر المتوسط، متوقعًا “أن يكون ترتيب سوريا الرابع أو الخامس عالميًا”، حسب قوله.
بالتزامن مع حديث الشرع الأب، كشفت تقديرات أولية إمكان اكتشاف 40 تريليون قدم مكعبة من الغاز في الساحل السوري، وفق منصة “الطاقة” المتخصصة، ومقرها واشنطن.
ورغم أن هذا الكشف ليس جديدًا، حيث كشف عنه منذ بدايات الحرب في سوريا، كأبرز الأسباب لاندلاع الحرب، إلا أن التأكيد الجديد يكتسب أهمية كبيرة في ظل الصراع الحالي على سوريا ما بعد الأسد.
بحسب منصة الطاقة، يمثل الكشف المحتمل في سوريا خطوة نوعية في مشهد “الطاقة” بالمنطقة، حيث تشير التقديرات إلى وجود إمكانات غير مستكشفة لطاقة الغاز في حوض يعدّ من أغنى الأحواض الجيولوجية؛ ما يمهّد لمرحلة جديدة من الاستكشافات البحرية قد تعيد تموضع سوريا على خريطة الطاقة العالمية.